الذهب والعاصفة 1668-1683 - رحلة الياس الموصلي إلى أميركا
حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجرَّاح


يضم هذا الكتاب بين دفتيه أقدم نصّ عربي عن القارة الأميركية وضعه الرحالة العراقي إلياس حنا الموصلي الذي انطلق من بغداد سنة 1668 في رحلة إلى العالم الجديد استمرت نحو عشر سنوات، ليكون بذلك أول رحالة شرقي يغامر في الوصول إلى أميركا الوسطى والجنوبية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. الكتاب يصدر للمرة الأولى بالعربية، ويعتبر بحق وثيقة فريدة من نوعها عن أوضاع القارة الأميركية في فترة شهدت حمى البحث عن الذهب والفضّة، فضلا عن قيمته كأثر أدبي لا يخلو من طرافة. رحلة الموصلي تكشف عن صور مؤلمة لأوضاع أحفاد حضارة المايا والإنكا وغيرهم من الأعراق التي سكنت القارة من أقدم الأزمنة. ورحالتنا العربي ينقل، بعفوية وحياد، قصصاً حزينة وأخباراً متواترة عن المصائر الفاجعة التي تسبب بها سعار النهب الاستعماري، وما كرسه التعسف الأوروبي من خوف تأصل في الشخصية الوطنية لمن بقي حياً من السكان الأصليين لتلك البلاد.


تذكرة بالإخبار عن اتفاقات الأسفار 1182-1185 - محمد بن جبير الأندلسي
حرَّرها وقدَّم لها: علي أحمد كنعان


تعتبر رحلة ابن جبير من كلاسيكيات أدب الرحلة في الثقافة العربية، امتدت سنتين وشهرين وثلاثة أسابيع، بدأها يوم الخميس في 8 شوال سنة 578هـ، الموافق 3 فبراير/ شباط 1183م، وختمها في 22 محرم سنة 581هـ، الموافق 25 ابريل/ نيسان 1185 ولم يدون غيرها، وكانت رحلته الثانية إلى بيت المقدس بعد أن فتحها صلاح الدين وحررها من الصليبيين، لكنه لم يدون وقائعها مكتفيا بقصيدة امتدح بها السلطان الناصر.
وسواء كان سفره في البر أو البحر، فإن شغف الكاتب الأصيل في رصد أهوال الطريق ومباهجه وأحوال الجو وتقلباته لا يفارقه أبدا، فضلا عن أنه يرصد عادات الناس وتقاليدهم في البلدان التي زارها وأقام بها. وهو لا يكتفي بتسجيل ما يرى ويسمع ويعاني وحسب، ولكنه يأخذ دور المصلح الاجتماعي أيضا، مصرحاً برسالته في انتقاد القائمين على شؤون الرعية، وتقويم كل منكر، وإشاعة الفضيلة وحسن المعاملة بين الناس.


رحلة الحبشة 1896 - صادق باشا المؤيد العظم
حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجراح


تُصَنَّف هذه الرحلة في عداد الرحلات الدبلوماسية، ومؤلفها صادق باشا المؤيد العظم شخصية عثمانية معروفة، قام برحلته إلى الحبشة في ربيع وصيف سنة 1896 مُوفَداً من قبل السلطان عبد الحميد، ومعه رسالة إلى النجاشي منليك الثاني إمبراطور الحبشة الذي استقبله في بلاطه بحفاوة تليق بشخصية كبيرة، وهو سوري ينتمي إلى أحد أعرق البيوت الدمشقية. وإلى جانب "رحلة إلى الحبشة" له كتاب آخر عنوانه "الرحلة إلى صحراء أفريقيا الكبرى".
بدأ صادق باشا رحلته في 15 إبريل/ نيسان من السنة المذكورة، منطلقاً من ميناء اسطنبول على ظهر باخرة فرنسية متجهة إلى مرسيليا، ورجع إلى الآستانة على ظهر باخرة روسية يوم 16 يوليو/ تموز من العام نفسه، واستمرَّت رحلته ثلاثة أشهر، وبين هذين التاريخين حملته بارجة حربية فرنسية، من بور سعيد إلى سواحل جيبوتي، وسفن أخرى استقلها قبل ذلك من موانئ في اليونان وإيطاليا ومصر، وقطارات بين دريدوه وهراري، والإسماعيلية والإسكندرية، وعشرات البغال المُدرَّبَة على صعود الجبال الوعرة واختراق الغابات والأدغال الكثيفة وعبور الأنهار الجارفة في المناطق الإفريقية وصولاً إلى أديس أبابا.


رحلتان إلى سورية 1908-1920 - الشيخ محمد رشيد رضا، صاحب المنار
حررها وقدَّم لها: زهير أحمد ظاظا


رحلتان قام بهما محمد رشيد رضا إلى سورية، الأولى سنة 1908 بعد إعلان الدستور العثماني، والثانية سنة 1919 في بداية الانتداب الفرنسي، آثرنا أن يضمهما مجلدٌ واحدٌ يرصد التحولات الكبرى التي عصفت بالمنطقة خلال الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية وتفككها. إنَّ المكانة العلمية السامية التي اتسم بها هذا العالم الأديب تزيد من أهمية هاتين الرحلتين. فهو يُعَدُّ من كبار أئمة المسلمين والمصلحين الاجتماعيين في النصف الأول من القرن العشرين كسلفه المُفَكِّر الرائد عبد الرحمن الكواكبي.
قُدِّر لرشيد رضا في رحلته الأولى أن يشهد الآثار التي تركها إعلان الدستور العثماني على الحياة السورية، وفي رحلته الثانية أن يكون المؤرخ اليومي لوقائع دخول الجنرال غورو دمشق، وإقصاء فيصل عنها، وما جرى من أحداث وردت مُفَصَّلة في رحلته، وكان الشيخ يومذاك يتصرف كمسؤول أول عن بلاد الشام، ويقترح على فيصل تعيين الوزراء، وفي أحلك الظروف يقصده المسؤولون للإستشارة. وعاش مثالاً في الجرأة والصراحة، فحين اختلف فيصل مع أعضاء المؤتمر السوري، قال الأمير: أنا الذي أوجدتُه -يقصد المؤتمر- فَرَدَّ عليه رشيد رضا قائلاً: بل هو الذي أوجدك، فقد كنتَ قائداً من قواد الحلفاء تحت قيادة الجنرال اللنبي، فجعلك المؤتمرُ ملكاً لسورية.


رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690-1691 - محمد الغساني الأندلسي
حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجراح


تتمتع هذه الرحلة بقيمة استثنائية بين مثيلاتها فهي تاريخياً تأتي بعد 50 سنة من رحلة أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي الموضوعة سنة 1641، لكنها أهم من سابقتها، لما جاء فيها من صور وانطباعات عن الحياة الإسبانية في القرن السابع عشر، تفوق في أهميتها ما سطره حتى الأوربيون في هذا الميدان، فضلا عن قيمتها الرمزية؛ فهي رحلة وزير مغربي سافر إلى إسبانيا ليفاوض الملك كارلوس الثاني، وفي جعبته مطلبان: تحرير مكتبة من المخطوطات العربية تقدر بخمسة آلاف كتاب، وإطلاق سراح خمسمائة أسير مسلم، في فترة شهدت حروباً متصلة بين الإسبان والمغاربة، واضطهادات للأندلسيين المتنصرين المورسكيين، دامت لأكثر من قرن ونصف القرن بعد سقوط غرناطة آخر ممالك المسلمين في الأندلس.
نص وثائقي نادر عن الآخر وعالمه، يبتعد عن كل تلفيق أو تذويق، ويتميز صاحبه بأمانة كبيرة وروح متسامحة، في فترة عصيبة من الصراع مع الغرب، سادت أوروبا خلالها روح التعصب الأعمى.


رحلة إلى أوربا 1912 - جرجي زيدان
حرَّرها وقدَّم لها: قاسم وهب


هذه الرحلة من بين الأعمال شبه المجهولة لجرجي زيدان، إعادتها إلى النور في سلسلة "ارتياد الآفاق" تتيح للقارئ العربي فرصة الاطلاع على أثر مهم من آثار واحد من أبرز أعلام النهضة العربية.
لم تكن رحلة جرجي زيدان إلى أوروبا سنة 1912 رحلة استجمام واستمتاع بقدر ما كانت رحلة علمية مبرمجة، تَجَشَّمَ القيام بها في آخر العمر، ليكتب وصفاً مفصلاً ودقيقاً عن أحوال المدنية الغربية، في الوقت الذي كانت عيون الشرقيين تتطلع فيه إلى الخروج من ربقة التخلف، والسير في ركاب الأمم المتمدنة.
أراد زيدان أن يُبَيِّنَ "ما يحسُن أو يقبح من عوامل تلك المدنية، بالنظر إلى طبائعنا، وعاداتنا، وأخلاقنا، فاختار أهم العناوين التي تُقَاسُ بها المدنيات ليقدم للقارئ العربي وصفا أميناً لما يندرج تحتها من تفصيلات. فيصف الكاتب العمدان، والمدن ونظامها الدقيق، ونظافة شوارعها وأسواقها، ومتاحفها، ومعابدها ومكتباتها، وآثارها، وحياة الناس فيها. ويصف حال المرأة في أوروبا، وما أحرزته من تقدم في نيل حقوقها في التعليم والعمل، وحرية التصرف التي قد تصل إلى حد الشطط في بعض الأحيان.


رحلة ابن خلدون 1352-1401
عارضها بأصولها علق حواشيها: محمد بن تاويت الطنجي - حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجرَّاح


لم ينل كاتب في العربية ما ناله ابن خلدون من مكانة وشهرة، ولم يحظَ عالم في التاريخ والاجتماع بما حظي به ابن خلدون من قراءة وبحث وجدال حول أعماله، لا سيما مقدمته التي تجمع حركة الفكر العربي على اعتبارها فتحا فكرياً وأساساً متقدماً لعلم الاجتماع.
لكن هذه الرحلة لابن خلدون، وهي عمل قائم في ذاته، بالشكل الذي أراده له واضعه، ظلت طوال الوقت ملحقة بكتاب "العبر"، ومتوارية في ظله المديد، ولم تتبلور صورتها كتاباً مستقلاً إلا بجهود العالم المغربي محمد بن تاويت الطنجي الذي صرف نحواً من عشرين سنة في تحقيقها ومقابلة مخطوطاتها العديدة مع المصادر والمظان المعاصرة لها والسابقة عليها، بما في ذلك تعليق هوامشها التي يمكن أن نعدها، من دون مبالغة، السراج الذي أنار جوانب العمل، وكشف غوامضه، وربطه بالمحيط الثقافي لعصره وبالأصول المعرفية التي خرج منها ابن خلدون بجهده الدؤوب وفكره البصير.
في هذا الكتاب نقوم مع ابن خلدون برحلة في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، ونقف على يوميات هذا العالم في أسفاره، وبعضها كان بالغ الخطورة عليه، لا سيما لقاؤه التاريخي المثير بتيمورلنك عند أبواب دمشق.


الرحلة الشامية 1910 - الأمير محمد علي باشا
حرَّرها وقدَّم لها: علي أحمد كنعان


هذه رحلة أمير جاب العالم من غربه إلى شرقه ووصل حتى حدود الصين واليابان، دارساً وسائحا ومستكشفا، وظل يحلم بزيارة بلاد الشام منذ أن تفتح وعيه على الحياة وحدثه التاريخ عن حملة جده إبراهيم باشا إلى سورية، وتقهقر الإمبراطورية العثمانية العجوز أما جيشه العربي الذي تخطى حدود تركيا وهدد عاصمة الإمبراطورية بالسقوط لولا تدخل الدول الأوروبية.
سيكتشف قارئ هذه الرحلة أنها ليست عادية، كما أن صاحبها لم يكن رحالة عاديا، ولم يكن رحالة مولعاً بالسفر والسياحة وحسب، بل كان مثقفا عربيا يحمل هموم أمته في قلقه القومي وبيانه المتألق وطموحه العلمي كذلك.
كان الأمير محمد علي عازماً على زيارة العديد من البلدان العربية والإسلامية، لكن تخوفه من أن يسيء السلطان العثماني وولاته تفسير الهدف من تلك الزيارة ولا سيما أن خديوي مصر أخوه منعه من ذلك.
الجميل في رحلة الأمير الشامية أنه قام بها في زهوة الربيح، والمدن الشامية - من بيروت إلى دمشق، ومن بعلبك إلى حلب، ومن حمص إلى تلكلخ وطرابلس وحتى صيدا - تزدهي بطبيعتها الفاتنة.


رحلة إلى أعالي النيل الأبيض 1839-1840 - البكباشي سليم قبطان
حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجرَّاح


النيل هو أعظم أنهار الدنيا، ويبلغ طوله 6695 كيلومتراً؛ ومنذ ما قبل التاريخ شغل هذا النهر الفاتحين والرحالة والمستكشفين من كل الأجناس. وخلال القرنين الماضيين نشطت البعثات الاستكشافية الغربية في اتجاهه. وحتى قيام بعثة الربان سليم قبطان، كان النيل الأبيض ما يزال غير مستكشف، وبالتالي فإن ينابيع النيل ما برحت موضوع تطلع الشعوب كلها. من هنا تأخذ هذه الرحلة أهميتها كرحلة علمية رائدة بنى على ما جاء فيها من ملاحظات ومعلومات وما خلصت إليه من معطيات، جل الرحالة والمستكشفين الأجانب الذين حاولوا لاحقاً الوصول إلى منابع النيل.
انطلقت الرحلة من الخرطوم سنة 1839، بأمر من محمد علي باشا الكبير واستغرقت 135 يوما، وانتظم فيها علماء عرب وأجانب وتألفت من 400 شخص بقيادة ضابط مصري. ولعل في استعادة هذا النص إلى المكتبة الجغرافية العربية شيئا من الاعتراف بقيمة الأثر الذي تركه المشروع التحديثي لمحمد علي، الذي تطلع إلى وضع أسس النهضة والتقدم في الوطن العربي، والذي سبق بمأثرته الرائدة المشروع التحديثي الياباني بسنوات.


الديوان النفيس في إيوان باريس - رفاعة رافع الطهطاوي
حرَّرها وقدَّم لها: علي أحمد كنعان


هذه رحلة عالم عربي مصري إلى باريس، أوفدته حكومةُ بلاده إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الطلبة الشباب إلى أوروبا لتلقِّي العلوم الحديثة. لكن تميُّز الطهطاوي بحب العلم والموهبة الشعرية والحس النقدي المرهف، جَعَلَه يقارن بين الواقع المتردي الذي تعيشه البلاد العربية والإسلامية، وبين الأحوال المتقدمة في الدول الأوروبية بألم، فراح ينهل من كل ما رأى فيه منفعة لبلاده وشعبه.
إنَّ أهمية هذه الرحلة تتجلَّى في أنَّ هذا العالم الأزهري وضع الأُسس المدنية العلمية والقانونية لبناء الدولة الحديثة التي تولَّى أمرَهَا محمد علي باشا.
لم يكتفِ هذا الرائد المتنوِّر بوصف مدينة باريس وأحوالها في تلك الفترة المبكرة من القرن التاسع عشر، بل بادر إلى إجادة اللغة الفرنسية والاطلاع الواسع على آدابها، فكان رائداً في الترجمة إلى العربية وإبتكار المصطلحات المناسبة عندما وضع موجزاً لأطلس العالَم، وقَدَّمَ عرضاً قانونياً للدستور الفرنسي وبنية الدولة ومؤسساتها، إضافة إلى شرح علمي لأهم الأمراض وتشخيصها وطُرُقِ علاجها، وأهَمِّ مشافيها، فكان رائداً في ذلك كله، ولا ريب أنَّ أهمية هذه الرحلة هي التي جعلت محمد علي باشا يوصي بترجمتها إلى التركية.

خطرة الطيف 1347-1362 - لسان الدين بن الخطيب
حققها وقدَّم لها: د. أحمد مختار العبادي


يقدم هذا الكتاب شخصية الوزير الأندلسي لسان الدين بن الخطيب بوصفه رحالة عظيماً، وذلك على ضوء ما قدمه لنا من أوصاف دقيقة ومشاهدات صادقة للبلاد الأندلسية والمغربية التي زارها بنفسه.
والواقع أن الظروف العلمية والسياسية التي تقلب فيها ابن الخطيب أتاحت له الفرصة للطواف بأنحاء مملكة غرناطة وبلاد المغرب الأقصى. فحين تولى الوزارة، رافق سلطانه أبا الحجاج يوسف الأول في رحلته التفتيشية بمقاطعات غرناطة الشرقية عام 748هـ، كذلك زار ابن الخطيب بلاد المغرب الأقصى كسفير لسلطان غرناطة في عامي 749 و 755هـ، ثم التجأ إليها مرة ثالثة عندما نفي مع سلطانه المخلوع محمد بن يوسف بن نصر، الغني بالله، عام 760هـ. واستمرت مدة نفيه ما يقرب من الثلاث سنوات عاد بعدها مع سلطانه إلى مقر حكمه مرة أخرى.
سجل ابن الخطيب في رحلاته كل ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فأعطانا بذلك مادة خصبة يرجع إليها الفضل الأول في كل ما نعرفه عن حضارة الغرب الإسلامية في تلك الفترة.


رحلة الغرناطي (تحفة الألباب ونخبة الإعجاب ورحلة إلى أوربة وآسية) - أبو حامد الغرناطي
حرَّرها وقدَّم لها: قاسم وهب


يعيد هذا الكتاب تقديم رحلة الغرناطي إلى أوروبا وآسيا في القرن العاشر الميلادي، في محاولة لرد الاعتبار لرحالة وجغرافي عربي كبير أصدر بعضُ المؤرخين العرب بحقه أحكاماً سريعة ومقتضبة لا تقوم على أساسٍ من الاستقصاء والتحليل، فمنهم من أثنى عليه، ومنهم من اتهمه بالكذب جزافاً.
حظيت تحفة الغرناطي باهتمام المستشرقين منذ نهايات القرن الثامن عشر، في الوقت الذي لم تحظ فيه باهتمام يذكر من قبل الدارسين العرب والمسلمين في القديم والحديث. وتتمتع بأهمية خاصة روايته لما رآه بعينيه، واهتمامه بالأبنية والمعالم المختلفة في المدن والأماكن التي زارها في أوروبا وآسيا. قَدَّمَ الغرناطي معطيات قَيِّمة عن بعض بلدان أوروبا، فحكايته عن هنغاريا تُلقي ضوءاً على أصل المسلمين الهنغار وأوضاعهم، أما معلوماته عن حوض الفولغا الأوسط والأدنى، وعن شعوب القوقاز فهي ذات أهمية كبرى. كما نالت اهتماماً كبيراً قصته عن تجارة العظام المندثرة التي نشطت بين سكان الفولغا وخوارزم.
تحفل رحلة الغرناطي بضروب من العجائب مختلفة في وحدة كوزموغرافية راقت للأجيال التالية من الجغرافيين العرب، فنقلوا عنه.

النزهة الشهية في الرحلة السليمية 1855 - سليم بسترس
حرَّرها وقدَّم لها: قاسم وهب


تنفرد هذه الرحلة لسليم بسترس 1839-1883 إلى أوربا بأن صاحبها ومدون وقائعها فتى لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر، ولا يتوقع ممن هو في مثل هذه السن أن يمتلك العدة الكافية للقيام بمثل هذه المهمة، ولكن ما تقوله هذه الرحلة هو العكس. وثانيها، أنها كانت رحلة للمتعة، فصاحبها فتى من أهل اليسار، قصد من رحلته السياحة، ومشاهدة ما في أوروبا من معالم حضارية، والاطلاع على ما تحقق فيها من "التهذيب والنظام". وثالثها، أن رحلته شملت معظم بلدان أوروبا الغربية وبعضاً من بلدان الشرق التابعة للسطنة العثمانية، وهذا قلما تسنى لغيره ممن زاروا أوروبا وكتبوا عنها في تلك المرحلة المبكرة من بدايات الاحتكاك بالغرب.
بدأ سليم بسترس رحلته من بيروت في السابع والعشرين من شهر آذار/ مارس سنة 1855 بالسفينة البخارية المعروفة بالفابور، وعاد إليها في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من السنة نفسها، وطاف خلال رحلته عواصم أوروبا ومدنها الكبرى والصغرى, ومر بالإسكندرية وحيفا ويافا والقاهرة، وعبر المتوسط وصولاً إلى روما، ومنها إلى فرنسا فوصل إلى باريس، واجتاز بحر المانش متوجها إلى لندن، وقصد مملكة بلجيكا وزار مملكة بروسيا، ثم ألمانيا والنمسا، قبل أن يعود إلى القسطنطينية عن طريق السواحل الغربية لليونان، ومنها إلى بيروت.


سياحتي في بلاد الهند الإنجليزية وكشمير 1913-1914 - الأمير يوسف كمال
حرَّرها وقدَّم لها: جمال ملحم


هذه رحلة على جانب كبير من الإثارة للصيادين، وعشاق الصيد كما هي مثيرة لقراء أدب الرحلة، فهي أولاً وأخيراً، رحلة صيد، ورحالتنا صياد جاب الآفاق في الربع الأول من القرن العشرين بحثاً عن طرائده، ورحلته هذه ليست الأولى، ولم تكن الأخيرة. وهذا الأمير الذي ينتمي إلى بيت محمد علي باشا الكبير لم يكتف بالسياحة والصيد، فهو جغرافي معروف له مساهمات شتى في بناء مكتبة جغرافية عربية. وهو فضلاً عما رسمه من صور وما دوّنه من معلومات عن الحيوانات والوحوش التي يصطادها، نراه يتمتع بلغة سلسة في وصفه مشاهد الصيد والقنص، وبدقة بالغة، حتى إنه كان يصف كيف تخترق الطلقة جسم الطريدة وتمزّق أحشاءها، فيتداعى إلى ذاكرتنا هوميروس ووصفه لمصارع أبطاله في إلياذته الخالدة، وهو ما يجعل قارئه يشاركه لحظات التوتر، ومشاعر الظفر، أو الخيبة في جريه وراء طريدته، كما يصف الأقاليم والجبال والممرات، والمضائق والأنهار، والآثار من معابد بوذية وهندوسية ومقابر ومشاهد إسلامية، وأسواق يمر بها لمحاً، كما يصف أشكال البشر، ولباسهم وعاداتهم، وطقوس احتفالاتهم، والكثير مما يرغب القارئ في معرفته عن تلك الأقاليم النائية.


رحلة المقدسي (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) 985-990 - محمد بن أحمد المقدسي
حرَّرها وقدَّم لها: شاكر لعيبي


يعتبر المقدسي من أعظم جغرافيي القرن الثالث الهجري. وهذا الإخراج للكتاب يريد إعادة الاعتبار للمقدسي من خلال تقديمه إلى القراء بصفته رحالة من الطراز الرفيع، وليس جغرافياً وحسب. فعمله يحتوي على وصف دقيق لمشاهداته العيانية خلال رحلاته التي دامت حوالي العشرين عاماً في مشرق العالم الإسلامي ومغربه. وفيه نقف على نزعة سردية حكائية تبرز بجلاء عبر مرويات هذه الرحلة.
مع "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" نحن إزاء عمل أشبه ما يكون بنتائج الباحث الإثنوغرافي المعاصر. فالمقدسي يمزج بجلاء ما بين الرحلة والإثنوغرافيا التي تسعى إلى تقديم توصيف موضوعي للشعوب وعاداتها وألسنتها ونظمها العائلية والأخلاقية والدينية وتقاليدها الاجتماعية وطرق لباسها وأسباب عيشها الاقتصادية وخياراتها الغذائية والسكنية لا يحيد المقدسي قيد أنملة عن عمل الأنثروبولوجي والإثنوغرافي في كما حُدد في علوم الاجتماع المعاصرة، وهو ما يجعله بامتياز أهم جغرافيي عصره.


رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة 921 - أحمد بن فضلان
حرَّرها وقدَّم لها: شاكر لعيبي


رحلة ابن فضلان هي أقدم نص لرحلة قام بها عربي إلى الأصقاع البعيدة في العالم، فبلغ بلاد الترك، والروس، و الصقالبة "السلاف" سنة 921م.
أهمية هذه الرحلة أنها تزوّد تاريخ العالم بشذرات نادرة من أنماط معيشة شعوب قلّما سُجلت، فتسدُّ ثغرة تاريخية في هذا المجال. ويعتبر ابن فضلان رائداً في الإشارة إلى تاريخ الشعوب السلافية، والروس منهم على الخصوص. تكشف هذه الرحلة عن هوّة فادحة بين المستوى الحضاري الذي خرج منه هذا السفير، وبين الأقوام والشعوب التي حل في ظهرانيها، وكانت ما تزال في طور التوحش. قيل الكثير في هذه الرحلة، وترجمت أكثر من مرة إلى معظم اللغات الأساسية في العالم. أما هذه الطبعة فهي الأولى من نوعها في العربية لما جمعته من أصداء عن الرحلة شغلت حيزاً ملحوظاً في كتب التراث الجغرافي العربي، فضمتها إلى دفتي الكتاب، من ذلك الاستشهادات المطولة لياقوت الحموي، وكذلك القزويني الذي لم يكن معروفاً لدى الباحثين أنه استخدم في مراجعه ابن فضلان.


رحلة إلى الهند 1899-1900 - مار أثناسيوس أغناطيوس نوري
حرَّرها وقدَّم لها: نوري الجراح


هذه الرحلة تعيد الاعتبار لرجل دين مسيحي من العراق لم تذكره المراجع العربية المعروفة، رغم أن رحلته تكشف عن كاتب من طراز جيد، فقد دون مار أثناسيوس أغناطيوس نوري، بطريقة منتظمة ومنهجية، يوميات رحلته إلى الهند ما بين 1899- 1900 في فترة فاصلة شهدت تحولات عاصفة إن في بلده العراق، أوفي الهند المستعمرة الانكليزية يومها، تشكل هذه الرحلة وثيقة مهمة لما حفلت به من مشاهدات عن أحوال الناس وطقوسهم وعاداتهم، ولقاءات مع شخصيّات سياسية وأدبية بارزة، من أمثال سلطان عمان فيصل الذي استقبله في قصره بمسقط، والشاعر رابندرانات طاغور الذي دعاه إلى بيته في كلكتا، وممثل ملكة بريطانيا في الهند اللورد كورزون الذي استقبله في مبنى الحكومة في بومباي.
تفصح هذه اليوميات عن قدرة عالية على رصد الظواهر والتقاط المشاهد اليومية في مدن الهند وصياغتها في قالب أدبي بسيط وجذاب، وتكشف عن حس بالسخرية يبلغ درجة المرارة مع نهاية الرحلة وقرب عودة صاحبها إلى بلده من دون أن ينجز المهمات التي وعد نفسه بإنجازها، فإذا به ينفق ما في جيبه من مجيديات ويعود إلى وطنه بخفي حنين. لكن هذه الرحلة ذات المهمة الفاشلة بامتياز تركت لنا نصاً أدبيا لا يخلو من طرافة، فضلاً عن كونه وثيقة جغرافية وإثنوغرافية ممتازة.


رحلة الشتاء والصيف 1629 - محمد بن عبد الله الحسيني
حرَّرها وقدَّم لها: سامر الشنواني


هذه الرحلة من بين أهم الرحلات الأدبية المدونة في القرن السابع عشر، ويعد مؤلفها الحسيني من أشهر الرحالة الأدباء في عصره. وهي رحلة من المدينة المنورة إلى الأستانة عاصمة الخلافة في عهد السلطان مراد الرابع سنة 1039هـ 1620-1630م. وقد هدف صاحبها "التملي برؤية الموالي والأركان بالدولة المنيفة الخاقانية، والوقوف على تلك المنازل والمناهل والأطلال...".
يمتد خط سير الرحلة من المدينة إلى العقبة، ثم يمر بسيناء فالقاهرة، ويركب الرحالة البحر من الإسكندرية إلى القسطنطينية. وفي عودته يتخذ طريق البر ماراً بحلب وحماة ودمشق، ومن هناك يأخذ طريق المحمل الشامي إلى مكة.
يتسم وصف الرحلة بالتنوع، ويتميز بأسلوب أدبي سلس وممتع ومفعم بالاستشهادات الشعرية من مختلف العصور. وفي ما يتعلق بالمعلومات الجغرافية ينقل الحسيني، أحياناً، عن المؤرخين والجغرافيين بصدد المواضيع التي يرد ذكرها لديه.