تاريخ الأدب الجغرافي العربي - أغناطيوس كراتشكوفسكي
نقله إلى العربية: صلاح الدين عثمان هاشم، راجعه وقدم له: محسن خالد

عمل استثنائي في تاريخ الدراسات المتخصصة المعاصرة. وسفر فريد يؤرخ للأدب الجغرافي العربي والإسلامي قام على مسح شامل ودقيق غطى النصوص الجغرافية وأدب الرحلة على مدار ثمانية قرون من الكتابة والتصنيف الذي قام به الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمين.
يعتبر كراتشكوفسكي من تلك العقول النادرة التي شهدها النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وهو بحق شيخ المستعربين الروس؛ تتميز نظرته بالوضوح والموضوعية العاليتين، ويتمتع بثقافة رفيعة المستوى وإلمام غير مسبوق بالآداب الشرقية.
هذا الكتاب الذي مضى على ظهوره بالروسية أكثر من نصف قرن، ظل إلى اليوم، في أصله وفي ترجمته المهمة التي وضعها الراحل صلاح الدين عثمان هاشم، بلا مثيل له في العربية.

الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر - مستويات السرد
د. عبد الرحمن مودن

بقدر ما كانت الرحلة ميداناً فسيحاً للمغامرة الأنطولوجية، كانت أيضاً، ميداناً خصباً لمغامرة الكتابة التي ترسخ شكلها عبر تراكمات النص، من دون أن يمنع ذلك من تنوع وسائل الإبلاغ، داخل تقاليد الكتابة المشتركة، في الرحلة على اختلاف طريقها، سواء كان سفارياً أو حجازياً، سياحياً أو مزارياً، علمياً أو فهرسياً، حركة أو دليلاً.
هذه الدراسة لا تهدف إلى الحديث عن محتويات ومضامين الرحلة المغربية، أثناء القرن التاسع عشر، وإنما محاورة الجانب البنائي للرحلة، قبل الحديث عن المحتوى ما دامت الرحلة نصاً حربائياً، بالمعنى الإيجابي، يأخذ لون كل فضاء، سواء كان مادياً أو مجازياً، يمر به الرحالة.
في المغامرة الجريئة لهذه الدراسة قد تكون الرحلة حجازية الموضوع، ولكنها متعددة طرائق الكتابة، بحكم انتقالات الرحالة بين الفضاء الأليف، والفضاء الغريب، بين لغة المناسك، ولغة المعجم الجديد غير المألوف، بين صورة العروض والأطوال، والصورة الواقعية، صورة المرئيات المرتبطة بالنثر اليومي المنحط، على حد تعبير لوكاتش.
دراسة متينة لجانب لم يتناول بعمق في أدب الرحلة.